أصـدقـائـي الأولاد.... شـكـراً

أقـلــّب في صوري القديمة.. أرى صوراً مع أولاد لا حصر لهم.. ما كنت أستمتع باللعب إلا معهم.. الأولاد !!
أصدقاء العائلة كانت ذريتهم كلها على حظي السعيد أولاد..كل من كان في مثل عمري صبية.. أما الفتيات فيصغرنني بسنوات فلا ألقي لهن بالاً.. لا بلعب ولا بسؤال حتى!!
أفضل أوقاتي لما عمو اسماعيل يسيب أولاده -الوحوش الأربعة- في منزلنا ويخرج.. وأطير طيرانا لما معتز -أنتيم الطفولة- ييجي.. وما أجمل زيارتنا لبيت عمو محمد حيث اللعب مع عبد الله الممتع. وما ألطف اللعب مع أحمد وإسلام.. أما وائل وهيثم فأغبى من قابلتهم من أولاد.
إن زارتنا يوما عائلة كلها فتيات أصعق من كم التفاهة في اللعب وفي الأفكار والاهتمامات! فلا أطيق صبراً وأذهب للبحث عن أخوانهن..
 لكن.. في إجازاتنا إلى مصر.. كنت أرى أمراً كله عجب.. فتيات في مثل سنى ألعب معهن كل يوم إلا أن في الأمر غضاضة، وهمّ على القلب !!
في اللعب مسافة هلامية بيننا.. كنت أستمع لمصطلحات الخصام والقمص ومش بكلمك ومش لاعبة وبس يا أوختي! بالإضافة إلى بعض حركات الوجه التعبيرية من مط الشفاه رايح جاي دليلاً على لوية البوز!!

ثم لاحت لي في الأجواء مساحات ممنوعة الاقتراب إذا ما داومت ببراءة على اللعب اليومي مع طارق وخالد مثلا !! يبدو أن للأولاد مع البنات علاقات أخرى لغير الصداقة.. اسمها عجيب ومن حرفين فقط تتسبب في وشوشة البنات وغمزاتهن وابتسامات جانبية من الأولاد !!
ده جنان ده ولاّ إيه؟! لو كان المصطلح قد تم اختراعه كنت صرخت بأعلى صوتي: إيه الأوفر ده !!
كنت بعد كل إجازة أجدني أركض إلى أصدقائي -الأولاد طبعاً- أحتمي بهم من هول ما كنت أقابل في مصر!

وكلما كبرنا، بدأ الفصل في اللعب بين الأولاد والبنات.. كنت لا أفهم سبباً لذلك وأستنكره.. وأجدني رغماً عني أسأل عليهم.. وأشرئب بعنقي إن زارونا مع آبائهم، رغبة مني في رؤيتهم والجلوس معهم أو حتى أن ألقي سلاماً عابراً بابتسامة طفولية وغمزة عين كلها شقاوة لا تمحوها أعمارنا التي كانت تسابقنا ونحن نرفضها.. إذ تبعدنا عن بعضنا !
 كما كان بابا بكل تلقائية يصطحبني معه في كل مشاويره.. صارت ماما هي التي تمسك بيدي وتجلسني مع صديقاتها وبناتهن.. كانت كل تربيتي صامتة .. يحمـّـلني والديّ مهمة الفهم وحدي.. وإن استعصى عليّ الأمر أرشداني للصواب بصوت عالي مجهول الأسباب حتى يومنا هذا !!

ولكن عندي اعتراف.. مازلت أبحث عن إنتيم الطفولة معتز.. وسأخصص له تدوينة تليق به كملهمي في طفولتي ورفيق أجمل سنواتي.

2 تعليقاتكم الجميلة :)

  1. فى طور التحضير لهجمة مرتدة على هذه التدوينة

  2. غير معرف يقول :

    yes yes yes yes ^_^
    أهو ده الكلام
    نياهاهاهاهاهاها

    ************************

    مها ميهوووو

ضع تعليقك هنا و إلا .. !