فضول.. على نار هادئه!




كم هو مُرهق و شاق النبشُ في أعماق الذاكره الزخمة التي تحتوي على تفاصيل عُمرٍ بأكمله!
أول ظهور لمدونة "وش الشمس" منذ أكثر من سنة, كانَ ظهوراً مُدهشاً, الإسم بحد ذاته يمنح القارئ دفئاً لا يوصف..
و لكنها أُغلقت لأسباب قد تكون غير معلومه لأحد.. (مُضحكٌ اعترافي الآن بالحزن الذي انتابني لحظة اغلاقها)
المُضحك أكثر هو أنني فقدتُ القدره على الكتابه عندما عادت هذه المدونه الدافئه.. حاملةً عنواناً فيه طفولتنا المُشردة.. المُدهشه.. لهذا السبب تأخرت في اعترافاتي الطفوليه عن افرادها.. و لكن الذي يعرف (محمد التميمي) ذلك التااااريخ العظيم و المفتري المُسمى بأعلى المدونه ب (إسرائيل) D: لا يكل و لا يمل... أكتبي يا فلسطينيه أكتبي يا فلسطينيه أودي وشي فين منك يا فلسطينيه و هكذا..... جعلني أخجل من نفسي و منكم أيضاً و ها أنا إحم إحم .. أكتُب :)

تفاجئتُ من ذاكرتي التي خانت طفولتي.. أو ربما العكس, اكتشفُ الآن بأنني حظيت على طفولة رائعة و لكن مُختصره جداً كلحظة المخاض الذي يسبق الولاده بساعات و أحياناً بدقائق معدودة..
طفلةً في وسط عائلة فلسطينيه فُطرت على مُصطلحات مُعينة و محدوده, لدرجة أنها اختُصرت الحياة هُناك ما بين الُحب و الحرب و التفاصيل العالقه بينهما...
طفلة اكتشفت بأن الألم الجسدي الذي عانت منه (منذ أن خُلقت بسبب تلك الحمى اللعينه التي لا تُصيب غير الشرق أوسطيين و اليهود), لم يكُن عفريتاً ينتقمُ منها لأنها تخافُ من العتمه.. كما كانت تعتقد لسنين طويله, إنما هو مرض يحملُ أحياناً كثيره حُلو التُفاح!

طفله دُللت من كافة افراد العائله و المعارف, ليس بسبب مرضها فقط, بل بسبب ما كانت تسمعه دائما و لا تفهمه كثيراً.. كأن تسمعُ الجارات يُصلين على النبي كلما رأينها و يهمسن لوالدتها بأن خبئيها و لا تُطلعيها على أحد الا عندما تبلغ سن النضج و تستوي!
والدتها المسكينه أيقنت بأن كل السوء و المرض الذي يحصل مع ابنتها سببهُ الحسد, هي لم تكن فهمت هذا ايضاً بعد..

بعيداً عن الانطوائيه التي كان سببها التعب و الرقود في الفراش لعدة أيام, كانت طفلة شقيه جداً و عنيده جداً.. تضرب كلام و قرارات أي أحد بعرض الحائط و هي في الخامسه فقط, فلا تلبس فستاناً من اختيار والدتها و لا تلعب لعبة "بيت بيوت" مع بنات حارتها و أختها, و لا تأكل الا ما يحلو لها حتى و ان لم يكن موجوداً.. توجده!

الخيالُ الشاهق و الفضول المُزعج إن لم يؤدي الى الجنون فحتماً سيؤدي الى اشياءٍ أخرى و تساؤلات تستوحي على عقل طفله تتشبث بكل تفاصيل حياتها و حياة كل من يدور في فلكها بمنتهى الدقه..

تمكنت مع مرور الأيام أن تفهم ذلك العالم المدهش المسمى ب "الطفوله", أصبحت ترى ذلك الشعور بملئ عينيها مُجسماً ليس مجازاً, فإبنها الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات يُشكل نسخةً مُصغره عنها, ترى طفولتها في عينيه.. و تشعرُ برغبةٍ شديده للفظ كلمة "دهشة" في كُل يوم و كل لحظه تمرعليهما, معاً!

كنت أظن بأن طفولتي كلها ستُختصر في بوست واحد ظناً مني بأني لا أذكر الا القليل و لكنني أرى الآن مواقف و اعترافات لا بد البوح بها.. و جرائم أيضاً D: ....... في بوست تاني ان شاء الله



فلسطينيه :)

2 تعليقاتكم الجميلة :)

  1. جراااااااائم؟؟؟

    :D

    واضح ان ربنا كرمنى بشغل هنا كمان

    يامسهل يارب

    احنا بصصدد انشاء ملحق للمونة عبارة عن سجن على فكرة :D

    البوست بتاع حضرتك خلى المدونة ريحتها نعنااااااااااع

    واضح ان فيه شغل كبير هنعمله مع بعض الايام الجاية:D

    ياااااااااااااااه

    اخيييييييييييييييرا هعلق على تدويناتك

    بعد ما انا اللى كان بيتعلق عليا

    :P

    بمناسبة الاعترافات يا اهل المدونة الكرام

    فلسطينية تعتبر صاحبة المدونة الاصلية

    بس ده طبعا ميمنعش من اننا نستنفع من السجن اللى بنعمله

    :D

    على احر من الجمر لجديدك

  2. غير معرف يقول :

    حبيت تعبيراتك هنا جدااااااااااااااااااااااااااااااا

    مها ميهوووو

ضع تعليقك هنا و إلا .. !