عقلة الأصبع



غاليتنا الفلسطينية ..تحية طيبة وبعد ,

لقد وقعت الأخت مها فى غرام تعبيراتك من أول تدوينة ووقعت أنا فى إنتظار باقى حكاياتك ولكنى أرى فى تصريحها نوعا من الإنحياز الواضح للجارة الأنثى على حساب معالى حضرتنا إذ أنه لا يجوز التصريح بذلك خاصة فى مثل مجتمعنا الذكورى المتعفن .ومهما كان لابد أن تحجز لى الصدارة فى كل شىء هنا حتى ولو عن باطل وزيف فأنا الرجل هنا وما أنتم إلا رعايا شملتكم بعطفى.

لكن أرجع وأقول الحق على الولد القابع تحت الصفر الذى صمم المدونة وهرب وتركنى وحيدا بينكن .لقد هددته اليوم وأعتقد أنه سيرجع لنصرتى .

وبما أن الوضع هنا قد إتخذ هذا الشكل من التكتل الأنثوى فيحسن بى ذكر بعض الأشياء المهمة لإيضاح ماقد يعتور لغتى من ركاكة وضعف فى مواجهة لغتك.

أنا لم أقرأ غير كتب المدرسة إلى فترة قريبة جدا .أول كتاب إشتريته من حر مالى كان مختصر صحيح مسلم ولم تقو حجرتى بما فيها من شياطين على الإحتفاظ به فأسكنته الجامع بعدما قرأت فيه فبابا واحدا .

قبل الثانية والعشرين من سنى عمرى المباركة حصلت على كتيبين فقط .أحدهما كان هدية فى مسابقة أوائل الطلبة اسمه حكايات الجنة قرأته على أمى وهى تطبخ .والثانى كان ضمن عملية نصب قمت بها على مدرس اللغة الإنجليزية وكان عبارة عن بضع حكايات من ألف ليلة وليلة أذكر منها الآن حكاية التاجر الذى قتل ابن عفريت ضخم بنواة بلحة.

أرجو أن تفهموا أن طفولتى كانت مُشردة بكل معانى الكلمة .لم أكن فرفورا أبدا .حتى أحلامى كان فيه الكثير من العذاب .تصوروا طفل صغير يحلم دائما بأنه مسجون يأكل فقط العدس والسمك المشوى وهما أبغض الأكل عنده .

الحلم الوحيد الذى كان يفرج كربتى هو حلم المكتبة المتنقلة التى كانوا يعلنون عنها فى التلفزيون دائما .كنت أحلم أننى تشعبطت فيها ولما رآنى السائق توقف وأغلق على الباب وهو لا يعلم أن تلك أمنية لا عقاب .

مدرسو المرحلة الإبتدائية لدى كلهم كانوا دبلوم معلمين ومدرسين فصل من ذلك النوع الذى لا يعرف الألف من كوز الذرة فلا تسغربوا شيئا على من الأن وصاعدا ويكون فى علامكم أنا لا أجيد الإنجليزية أيضا وأقول (شاكت) مثل ميرفت مدرسة اللغة الإنليزية فى فيلم (عسل إسود).

لفترة طويلة كانت برامج الراديو هى العون الوحيد فى صحراء الريف القاحلة .حفظت تتر برنامج(تسالى) وأدمنت صوت إيناس جوهر إلى أن سقطت من نظرى مؤخرا .لا أعرف لماذا بدأ الكثيرون فى التساقط من نظرى .قد يكون مخروما والعيب فى أنا .الله أعلم .أحببت مذيعات البرنامج العام وكنت أمشى فى الطرقات كالأهبل أقول (هنا القاااااااهرة ) وهنا تتجلى مآساة فظيعة .آه ثم آه .كم خانتنى أذنى كثيرا وخيلت لى أن الإذاعة مبنى تقطنه الوريات وعرائس البحر .

هذا كل شىء  تناولته فى طفولتى ومن الطبيعى أن يكون مخزونى اللغوى قليل نسبيا حتى هذه اللحظة .

هل أتاكم نبأ سرقة (عقلة الأصبع)؟

إليكم الخبر ...

القصة التى قررت علينا فى الإبتدائية كانت (علاء الدين ).قال لى أخى الذى يكبرنى بثلاث سنوات أنهم ضحكوا علينا وجابوا لنا قصة خائبة كعلاء الدين لأننا عيال .نقلت اللفظ بدورى لصاحبى (سعيد )

-عيال؟!

وعليه وضعت خطة للسطو على مخزن الكتب بالمدرسة لضبط وإحضار(عقلة الأصبع).

كنت أنا الفدائى الذى خاطر بحياته وتسلل للمخزن الموجود بجوار دورة المياه .كفاك الله الشر يامؤمن .رائحتها تكفى لقتل جيش من الكائنات الفضائية لكن حاسة الشم عندى والحمد لله تعظلت وقتئذ بسبب الزكام .وكنت مضطرا لطرطقة أنى على الآخر لإلتقاط إشارات الندرجى الذى يراقب الجو فالتقطت تلك االفرقعة الرهيبة التى لن أنساها ماحييت .حضرة الناظر كان فى الحمام فى نفس ذات الوقت .

بصراحة انا خواف وصوت الفرقعة كان كفيلا بحل ركبى وتسييب مفاصلى .إرتميت لحظتها على كوم الكت المترب القديم فوقعت يدى على فأر .لم أصرخ خشية إفتضاح أمرنا .كتمت فى قلبى وأخدت العلقة التمام لما رجعت البيت بسبب الاتساخ الشنيع للقميص الأزرق المربعات .

شغلة السعيد على المدفع كانت لفت إنتباه عم محمود الفراش .لم يحكى لى بالضبط عما دار بينه وبين الرجل لكنه أقنعنى أنه تعب وذاق الأمرين من أجل تأمين دخولى وخروجى فصدقته وإقتنعت لأنى طيب وأقتنع بسهولة .طبعا كانت القصة من نصيب السعيد وما يدخل فى شنطته لا يخرج للنور ثانية .استعوضت ربنا على المخاطرة وطلعت من المولد بلا حمص .

أظن أن البكاء واجب بعد هذا التوضيح .

تعليق وحيد قاعد لحد دلوقتي .

  1. غير معرف يقول :

    العفو والسماح يا مباركين

    يا صاحب المدونة ما تقلبش عليا أبوووووووووس الجدم وأبدي الندم
    ......

    عايزة اقولك إن نفسي الموقف دي هتتصور فيديو :)

    هو احنا ليه ما كناش مرفّهين وبنتصور فيديو؟

    عايزة أتخيلك وانت بالقميص الكاروهات يا تميمي .. وقافل الزرار اللي فوق ولابس نضارة نياهاهاهاهاهاهها

    *******************************

    مها ميهوووو

ضع تعليقك هنا و إلا .. !