تداعي حر... من ذكريات الطفولة



ألح علي الصديق اللدود محمد التميمي أن أكتب عن طفولتي. وتحت تهديد السلاح ونظراته المرعبة، فقد رأيته وهو "يظغر" لي بعينيه والشرُّ بادٍ منها، اضطررت أن أكتب تجنبا لبطشه وعدوانه الغاشم.

الخوض في تفاصيل الصندوق الأسود أعني طفولتي المشردة والمهددة والمعقدة والإبحار في سراديبها أمر طالما أخشاه.. ولأنني تمرست على الهروب وأدمنت على الإنكار لفترة طويلة في الماضي أجد في نفسي- إلى الآن- شيئا من المواجهة (أي أخشاها).. حتى بعد كل الجهد الذي بذلته للتخلص من الإنكار والهروب.

التداعي الحر هو ما سأقوم به الآن محاولة قدر استطاعتي التخلص من قيودي والاسترسال في الحديث بحرية.....
لن أكذب ولا أتجمل، فطفولتي لم تكن سعيدة.. أنا الفرد الرابع والأصغر والأضعف في أسرتي رباعية الأفراد، وكانوا ثلاثتهم يمثلون تهديدا لي.. في فترة ما كنت أضرب الأطفال الأصغر مني سنا، ولسوء الحظ كانت بسمة بنت خالتي منهم ومازالت فاكراهالي إلى اليوم... سامحيني يا بسمة ميبقاش قلبك أسود :)

عندما ذهبت للمدرسة كنت متفوقة في الحساب بشكل ملحوظ.. ولكن في الحساب فقط، لم أتعلم الحروف والقراءة باللغة العربية إلا بمجهود إضافي من والدَيّ في البيت بجانب المدرسة.. ويا لمفارقة القدر حيث كنت في أول عامين من المرحلة الابتدائية في مدرسة لغات!! كانت مأساة طبعا.. وفي الصف الثاني الابتدائي أخبرت معلمة اللغة الإنجليزية والديّ أنني لا أنتبه أثناء الدرس وأن جميع زملائي يفهمون ويتجاوبون ويحلون الامتحانات ما عدا أنا!

كما أنني - وخصوصا في فترة الحضانة- كثيرا ما كنت أعود للمنزل وقد نسيت قطعة من ملابسي عادة ما تكون الجاكيت! وذات مرة عدت بدون الحذاء! وفي الصف الثالث الابتدائي كنت البنت الوحيدة في الفصل مع سبعة أولاد.. وكانت معي أرقام تليفوناتهم حيث كنت أتصل بأحدهم من حين إلى آخر إذا ما نسيت الواجب المنوط بنا أن نعمله... لكن أحدا منهم لم يتصل بي قط! ما هذا الاضطهاد العنصري؟!

أما عن العروسة.. أتمنى من الله أن يغفر لي ما ارتكبت في حق العرائس التي رافقتني في الطفولة.. لقد شهدت جميعها على يديّ أشكالا متعددة من القهر والتعذيب.
فقد أحرقت لإحدى العرائس عيناها ولم أكتف بذلك، بل قمت بإلقائها من شباك المسقط على ارتفاع ثلاثة أدوار! في حين قصصت لأخرى شعرها فظهرت أجزاء صلعاء من رأسها! خلاف الضحية التي كادت تنفصل عنها إحدى رجليها! ولا أذكر في الواقع ما الذي فعلته بها.

كان خطّي غير جميل مع أنه أصبح جيدا في المرحلة الثانوية وكنت أحب الرسم إلى جانب الرياضيات ومازلت أحتفظ بكراسات الرسم.. كنت كثيرا ما أحب أن أرسم قاع البحر وأملأه بالأسماك والمرجان وكان لدي جبروت يسمح لي أن أرسم سمكة القرش والأخطبوط والغوّاص جنبا إلى جنب وكأنني أجمع كل المتواجدين تحت سطح الماء في صورة تذكارية واحدة دون أي مراعاة لمشاعر من قد يكون فريسة محتملة!

ولقد كانت بطفولتي أشياء أخرى ليست لدي الشجاعة الكافية أن أحكيها.. ربما أحكيها لاحقا... ربما في يوم ما..




ملحوظة: محدش يسألني دودة البهارسيا اللي في قاع المحيط دي إيه اللي جابها هنا وافتكروا إنكم كلكم كنتو أطفال قبل كده :)~ ـ

2 تعليقاتكم الجميلة :)

  1. انت عاملةلكل واحد حوت خاص بيه عشان يشبع؟

    اول بوست

    يا مسهل يارب

    حلوة البداية بتاعة الشرر المتطاير

    انا احب اللى يقول الحق


    المفروض كله يخاف منى

  2. ثورة يقول :

    متقلقش سمكة القرش اللى واخده الصفحة بالعرض دي هتخلص عليهم كلهم حيتان وغواصين وسمك وصفادع مش هتخلي
    هتخلي الصفحة بيضا حتى مية البحر هتشربها
    :D

ضع تعليقك هنا و إلا .. !