الطفاسة



لن أحفيكم سرا وسأعترف أن طعم الإفتراء على خلق الله حلو ولذيذ وخصوصا إذا ماريته بمزاج لكن الجزاء من صنف العمل واسألو تميمى ولاا تسألو طبيب.

فى سنوات الطفولة كان موتى وسمى هو طبخة العدس .كنت أكره العدس ومشتقاته كره لعمى وكنت أجعجع وأعترض دونما فائدة تذكرة ....المفعوص طبعا ليس له رأى ولن يقدم صراخه أو يؤخر وبعد ربع ساعة على الأكثر من البكاء سيتعب ويسكت غصب عنه ...كانت هذه نظريتهم فى التعامل مع العبد لله.

اسكت واستسلم؟

كلا والف كلا فنحن مخلوقا أعزها الله باللسان والعقل وبناء على فتوى قديمة تقول أن الامتناع عن استعمل ما رخصه الله لنا نوع من الإعتراض على حكمته يصل للإثم فى بعض الأحيان تصرفت والجيش يقول لك دائما تصرف.

هل جرب أحدكم من قبل الطبخة الصفراء بالجاز؟

لا طبعا...أنا الطفل الفريد من نوعى الذى توصل إلى تلك الخلطة السرية .

بصقوا الطعام يومها من أول ملعقة دخلت أفواههم الكريمة وسبوا ولعنوا وغضبوا وأقسم كبيرهم بأغلظ الأيمان ليكتشفن الفاعل وكانت طريقة والدى العزيز هى  طابور الذنب .

تعب إخوتى فى الطابور واستاؤوا وأحمرت وجوههم فتدخلت أمى لفض الإشتباك ونفدت بجلدى من العقاب .

لكن هل نجوت فى النهاية؟

بعدها بأسبوع كانت أمى تطهى دجاجا ومحشى ورق عنب ومن باب الطفاسة جلست بجوارها اتمسح واتمحلس واقول لها ...عايزة حاجة يا امه؟...اجيب لك حاجة م الدكان ؟...صدعتها من الكلام وأمى ذكية وتفهمها وهى فى الهواء فكانت تسارع بسد زورى بالطعام فمرة تدس فى فمى جناح من أجنحة الدجاج ومرة كبد وقوانص .

الخطة كانت تسير كما ينبغى وكما يقول الكتاب إلى أن قامت لصلاة الظهر وتركتنى .استفردت بالحلل وياليتها لم تتحقق الخلوة أبدا.

إحساس الشوربة المغلية على ساقى طفل فى الخامسة غير مريح أبدا .عرفت يومها أن الطفاسة آخرتها سيئة جدا .مازالت اتذكر وخز الإبر التى أعطاها لى خالى يومها .كان وقتها دكتور طازج ومازال فرحا بنفسه ويتنشق على مريض وكنت أنا بين يديه الكريميتين أتلعبط كما القرموط وأترجاه أن يكف ...
-والنبى يا خال كفاية كده وانا هابقى حلو ومش هتعب تانى.

2 تعليقاتكم الجميلة :)

  1. ثورة يقول :

    عاوزين نستغل طاقاتك الإجرامية في عمل إرهابي مفيد

ضع تعليقك هنا و إلا .. !